الخميس، 15 مايو 2008

تذكرة سفر مجانية

(سأدخل هذه المرة دون استأذان)، يدخل عون[1] على شيخه الغارق في النوم، يُشرّع الستائر بقوة، وبشيء من إنزعاج، ويقول للشمس: (أدخلي هنا بكل أشعتك فوق البنفسجية وتحت الحمراء، وبين الخضراء أيضاً)! ويفتح النوافذ على آخرها، وينادي الرياح لتحدث ما يمكنها إحداثه من أعاصير داخل الغرفة الصغيرة، التي غدت كقبر ينام فيه شيخه وهو حي! يريد أن يعيد الحياة هنا.. ويلتفت على شيخه الذي بدأ يدرك ما يحصل حوله، ويفتح عينيه ببطئ، يبادر عون :

- لماذا كل هذا النوم؟! ما الذي يتعبك هذه الأيام، ويطرحك على السرير طرحاً ؟! أغلب ساعات أيامك ولياليك تقضيها في النوم !


يرتفع حاجبي الشيخ، كاشفين عن عينين خاليتين من أي بريق تفاؤل أو أمل، ينظر الشيخ مدة في وجه عون، الذي هدأ ووقف ساكناً مكانه، ثم يرجع ببصره إلى سقف الغرفة، يظل مستلقياً، ويجيب :

- لا تعب يا عون، لا تعب.

- لا تعب! وهل ينام هذه الساعات الطوال غير التعبان ؟!

- أنا، وغيري كثير، ربما.. ربما كثير، وربما قليل.. لا أدري !

- ما الأمر؟ ربما تحتاج لإجراء فحوصات طبية, أو بعض التمارين الرياضية، أو حجامة، أو مراجعة ما تأكل، أو...

يجيب الشيخ مقاطعاً، قبل أن يسرد له عون كل ما تحويه الكتب عن أسباب الكسل والخمول وسبل القضاء عليهما :

- أنا طبيعي يا عون، لا أحتاج إلى شيء من ذلك.

- ولكنك تنام كثيراً كثيراً، الأمر أصبح مخيف !

- النوم تذكرة سفر مجانية لعالم آخر يا عون. قل لي بالله عليك، إذا ضاق بك عالمك، هل هناك أفضل من الهجرة إلى عالم آخر ؟!

- يشك عون في اكتمال صحوة شيخه، ويسأل:

- عن أي عالم تتكلم؟! أنت هنا يا شيخ.. أتظن أنك على سطح (بلوتو) عندما تغمض عينيك نائماً ؟!

- لا.. أنا هنا، ولست هنا.

- يبدو أنك لم تصحو من حلم بعد !

- تماماً.. إلى هناك أسافر. هل تعلم أني أبذل جهداً إضافياً كي أستطيع أن أنام ساعات إضافية في اليوم؟! ولا يهمني كيف كانت الحياة هناك، فهي كثيرة التغير، إلى درجة أنك لا تضمن عودتك من هذا السفر الممتع أحياناً، المأساوي أحياناً كثيرة !

- لا.. لا أعلم !

- وهل تعلم أن النوم أفضل علاج لحالات نفسية كثيرة، على الأقل لي شخصياً!

- لا.. لا أعلم !

- وهل تعلم أني أحلم كثيراً، وأني مؤمن بأن عدداً من الأحلام التي أحلم بها تخبرني بما سيكون لي، خطوط عريضة! ولكني لا أنام بهدف قراءة هذه الخطوط العريضة، فقلبي ينقبض منها ربما لأيام !
- لا.. لا أعلم !
- ولكني مؤمن طبعاً بقضاء الله وقدره، وبفاعلية الدعاء.

- الحمدلله.
- ماذا عنك يا عون، ألا ترغب أحياناً، مثلي، للسفر إلى عالم غير هذا ؟
- كما تعلم يا شيخ، أنا أعيش معك عالمكم، كما أعيش عالمنا، ويستعصي عليَّ الآن أن أشرح لك عالمنا. وطبيعة الحالات النفسية التي نتعرض لها نحن موضوع آخر يطول، ولكن لا يمكن لجني، فيما أعلم، أن يفكر مجرد التفكير في الخروج من عالمه إلى عالم آخر لتعرضه لحالة نفسية !

- أطلب منك طلب ؟

- آمر ؟

- ممكن تعيد إغلاق النوافذ والستائر وتتركني أحاول أن أنام ثانية ؟

يفهم عون، وترتسم عليه ملامح حزن واضحة، لم يمتثل هذه المرة، ويترك النوافذ مشرّعة.. ويمضي مغادراً من إحداها !


[1] عون : شخصية جني.. اختراع من اختراعاتي الفاضية ! ظهر في قصص قصيرة كثيرة.. مكتوبة وغير مكتوبة.. وأغلبها ممنوع من النشر.. سأنشر هنا ما يسمح لي الرقيب الذاتي بنشره ! ربما أكتب شيئا عن سيرته الذاتية لاحقاً !

ليست مجرد تجربة (18)

أخلاق حداثية أعجبتني !

قرأت منذ زمن ليس بالقريب، كتاب "الحداثة في ميزان الإسلام" للشيخ عوض القرني، وكلمة "الحداثة" تعني الكثير فيما أظن، وتحتمل أكثر مما قد تعنيه! وهي من الكلمات التي ليس لها تعريف محدد، ككلمة "العولمة"، فهناك من يؤكد بها –العولمة- نظرية اقتصادية، وينفي أخرى، وهناك من يستخدمها في بيان موقفه من قضية ما، أياً كانت، دنيوية أو دينية، وهناك من يختزلها في مدارس أو تيارات أدبية. كتابنا هذا تطرق لتيار فكري وأدبي يطلق على أعلامه بالحداثيين، وتناول مسألة الشعر الحديث، أو الشعر الحر، خاصة غير المفهوم منه.

بالمناسبة، لا أحب هذا النوع من الشعر، ولا أعتبره شعراً! فهو لا يطرب الأذن عند سماعه، وقاعدتي البسيطة: كل ما لا يطرب السمع فليس بشعر! هذا بالنسبة للمفهوم منه. أما غير المفهوم، فعلاوة على كونه ليس شعراً –عندي- فهو هرطقة سخيفة !

( يقول عبد الله نور في ملف نادي الطائف الأدبي العدد السادس صفحة 55 : " الشعر يفهم ليس بشعر " !! ومادام من شروط الشعر عندهم ألا يـفهم، فما الغاية منه إذاً ؟ هل هو طلاسم سحر، أم أحاجي ألغاز، أم رموز شعوذة ؟؟! )
[1].

يفضح الكتاب عدداً من ألمع نجوم الحداثة، حيث تتستر أفكارهم خلف رموز وطلاسم أبيات غير مفهومة، وعبارات غريبة غامضة! احتوى الكتاب على نماذج كثيرة منها، ولا داعي لإزعاج أذهانكم بنقل جزء منها.

للحصول على نموذج من هذه العبارات، التي تسمى فناً، اعطوا طفلاً دون السابعة، كلمات لا يمكن الجمع بينها، واطلبوا منه ترتيبها في جملة مفيدة، وستحصلون على بيت شعري مرهف الحس، عميق المعنى، يستوقف القارئ، وربما يأسر خياله لشهور !!

لا يقتصر استخدام الغموض ولغة الطلاسم على الشعر الحديث، بل نجدها في كتابات كثيرة، وروايات كثيرة. عَلَّق الكاتب حسن نصر الله، في لقاءٍ جمعني به في معرض البحرين الدولي للكتاب، على هذه المسألة: "كثير من الكُتاب يبالغون في غموض كتاباتهم، غدت اليوم كثير من الكتابات مزعجة، وكأن الكاتب الأصعب قراءة هو الكاتب الأقوى!". فرحت بهذا التعليق، لأن أحد أهل الصنعة الكتابية يوافقني الرأي.

في جريدة محلية، ملحق أسبوعي يُعنى بالثقافة، لمشرف الصفحة عمود ثابت فيه، يظهر نصف وجهه فقط في صورته الشخصية التي تعتلي العمود! حداثة تصويرية؟! لا شك أنها "حركة" تحمل في طياتها الكثير !

التقيت في الجامعة بصاحبنا مشرف الصفحة، دخلت مكتبه بعد استأذان، وفتحت موضوع نقاش بعد استأذانٍ آخر..
- لدي سؤال، لماذا تكتبون أشياء لا يفهمها أحد؟
- أنت لا تفهمها، نحن، وغيرك، نفهمها..
- كيف؟!
- هناك أدوات إذا تعلمتها، بإمكانك فيما بعد أن تفهم كلامنا، فهي تعينك على تحليل الكلام ومعرفة مدلولاته!

وبعيداً عن نصيحة البروفيسور في رواية "العصفورية"، فقد أصبحت في تلك اللحظة "نرفوزاً ونرفازاً ونرفيزاً"، لأن الأستاذ الفاضل أرجع عدم فهمي لما يُكتب إلى جهلي بأدوات ومعدات فك الرموز والطلاسم، التي يسمونها فناً، لا إلى غرابة ما يكتبه هو وأصحابه! ربما أحتاج في المرات القادمة لمساعدة "لانغدون" الذي ساعد "صوفي" في فك الرموز التي تركها لها جدها بعد مقتله في رواية "شيفرة دافنتشي" المشهورة! سألته مع الاحتفاظ بقدر كبير من الهدوء :

- ما هي الرسالة العظيمة التي تحملونها، والتي وصلت، لسموها وعظمتها، إلى درجة تستعصي على العوام فهمها ؟!
- أنظر للدين مثلاً، نحن لا نفهم الدين دون العلماء، هم يفسرون لنا الآيات والأحاديث، من خلال استعمالهم لأدوات تعينهم في ذلك !
- ولكن محمد عليه الصلاة والسلام كان يكلم الرجل والصغير والمرأة والعجوز، وكان الكل يفهمه، وهو صاحب أعظم رسالة، فهل رسالتكم أعظم كي لا يفهمها الجميع ؟!

بشكل غريب تطور النقاش سريعاً، ولا أدري كيف وصلنا لهذا السؤال الذي سألته: "هذا المصحف الموجود على مكتبك.. كيف تثبت لي أنه القرآن المنزل من الله على قلب رسوله صلى الله عليه وسلم، بواسطة جبريل عليه السلام؟!!". وبشكل أكثر غرابة، انتقلت عدوى "النرفزه" إلى صاحبنا، فأصبح " نرفوزاً ونرفازاً ونرفيزاً" ولكن دون الاحتفاظ بأي قدر من الهدوء، وطردني من مكتبه !

بعد أيام، رآني جالساً في ممر من ممرات الجامعة، ومد يده مصافحاً، ومعتذراً عن نتائج "النرفزه" التي صدرت منه، ابتسمتُ، ومضى مبتسماً.. أخلاق حداثية أعجبتني !



[1] من كتاب (الحداثة في ميزان الإسلام) للدكتور عوض القرني.

الأربعاء، 14 مايو 2008

ليست مجرد تجربة (17)

الحشمــة 3

في دورة المجلس الرابعة، عندما أُبتلي المجلس بإدارتي له، اتفقنا على التحرك حيال موضوع "الملبس اللائق" خلال الفصل الدراسي الثاني، على أن نتفرغ خلال الفصل الأول لإنجاز بعض الإنجازات التي يمكن إنجازها في فترة إنجاز وجيزة !

إلى ذلك الحين، في إحدى زياراتي لرئيسة الجامعة، دار بيني وبينها حواراً عن نفس الموضوع، وأشرت لها بأن التجاوزات - إن صحت تسميتها بالتجاوزات، فلم تكن هناك لوائح واضحة تحدد التجاوز من عدمه في ملبس الطالبات – لا تقتصر فقط على الطالبات، بل كثير من الموظفات، بل عدد من المرشدات الاجتماعيات التي يفترض بهن أن يكن قدوة للطالبات في مظهرهن وسلوكهن.

يختلف وزن بعض المرشدات قبل وبعد "مجابل" المنظرة صباحاً! بفعل وزن الـ"الهمبل" المستخدم لإعادة ترميم وتجديد السطوح والجدران المتشققة! وتزيينها بألوان الـ"رينبو" الباهية !

الهمبل.. الهمبل.. آه كم أكره الهمبل؟! كم أخفى خلفه من جمال؟! في الوقت ذاته.. كم أخفى من قبح؟! هناك من يلعن الهمبل.. فقد كان سبباً في تضليل الرأي العام الشبابي الذكوري، حول طبيعة وصحة جمال خلق الله الذي يتفكر فيه الشباب ليل نهار!! وهناك من يشكره ويشكر مخترعه، فقد ساعد على التخفيف من وقع المصيبة بعد اكتشاف الحقائق!! وهؤلاء، الهمبل بالنسبة لهم كالمساعد على الرضا والقبول بما قسمه الله لهم!! بالنسبة لي، فأنا أكرهه، وبشدة شديدة! ليس لأنه ضالٌ مُضلٌ فقط، ولكني أجده يخفي خلفه من الجمال أكثر مما يخفي من العيوب! من قال لتلك الفتاة أن لون شفتاها أجمل بعد صباغتها؟! ومن قال أن الحمرة الصناعية للوجنتين أحلى من تلك الطبيعية التي يرسمها الخجل أو الحياء وأحياناً كثيرة الإحراج، وأحياناً أكثر في البحرين الحر؟! ومن قال... يُفضل أن أقف هنا، فالإستطراد يؤدي في بعض حالاته لكلامٍ لا تحمد عقباه. هذا إذا سلمت من عقبى ما اكتفيت به !

نقلت للرئيسة ما قالته لي أختي الكبيرة ذات يوم، فقد كانت برفقتي ونحن في طريقنا لفناء المطاعم، بعد أن رأت إحدى المرشدات، ضحكت، ثم قالت لي: (هذه البنت كانت معروفة عندنا في ..... –دول خليجية، حيث أكملت أختي دراستها الجامعية- والحين هي مشرفة اجتماعية عندكم!). لا داعي لنقل نوع المعرفة التي كانت تُعرف بها مرشدتنا الاجتماعية!

أبدت الرئيسة استيائها من الوضع، ووافقتني بأن بعض الموظفات يلبسن ملابس قصيرة لا تليق، ووضَحَت بأنها منذ أن استلمت منصبها، حاولت التغيير ما استطاعت، وأن الأمر كان أسوأ. بعد حوار قصير رفعت الرئيسة الهاتف، وطلبت عميدة شئون الطلبة، ثم سألتها بكل حزم وجدية: (دكتورة.. كيف ملبس مشرفاتنا الاجتماعيات؟! هل تراقبينهن؟ ... متأكده من مظهرهن؟ تأكدي تأكدي.. و"جوفي شيلبسون"). ثم أنهت المكالمة بنفس الحزم الذي بدأت به، بعد أن شددت على مسألة مراقبتهن وعدم التهاون في ذلك.

أتفق أعضاء المجلس على أهمية تنظيم حملة، توعوية، إعلامية، ثقافية، سمها ما شئت، حول المظهر اللائق، وأثر ذلك في الدراسة والسلوك. وَكَلنا المهمة للجنة الاجتماعية، التي وضعت تصوراً لبعض المحاضرات والندوات. رفضت عمادة شئون الطلبة أولى فعاليات هذه الحملة، وكانت ندوة. ربما بسبب عنوانها الذي كان أقرب إلى (مناظرة مع عميدة شئون الطلبة حول "الحشمة")!! لم يعجبني تصرف صاحبنا الذي تولى زمام الأمور، فقد كان مندفعاً جداً، كعادته في أي موضوع.

أكدت العمادة أن هناك لائحة في الطريق، لذا عليكم الانتظار، وبالفعل خرجت اللائحة التي وقعها الدكتور ماجد النعيمي، وزير التربية والتعليم، رئيس مجلس أمناء الجامعة. أرى من المهم أن أنقل معظمها هنا..


لائحة مواصفات الملبس لطلبة وطالبات جامعة البحرين داخل الحرم الجامعي

الفصل الأول
مواصفت الملبس
مادة (1)

يجب أن يكون مظهر وملبس طلبة وطالبات جامعة البحرين متفقاً مع عادات وتقاليد المجتمع البحريني، وقيميه الدينية، والاجتماعية، والأخلاقية المتعارف عليها، وذلك مع مراعاة احترام حرياتهم الشخصية، والتنوع في خلفياتهم الاجتماعية والثقافية.

مادة (2)

يجب أن يكون ملبس ومظهر طالبات جامعة البحرين وفقاً للشروط الآنية:
1. ألا يكون الملبس شفافاً يكشف معالم الجسم.
2. ألا يكون الملبس ملتصقاً بالجسم (STRECH)، أو ضيقاً يحدد معالم الجسم.
3. ألا يكون الملبس قصيراً، ويندرج تحت الملبس القصير ما يأتي:
i. البودي والقميص الذي يستر بالكاد منطقة البطن.
ii. الفستان أو التنورات القصيرة التي تظهر الركبة في جميع الأوضاع (الوقوف أو المشي أو الجلوس).
iii. الكم القصير جداً الذي يكشف أكثر من منتصف الزند.
iv. الشورت والبرمودا.
4. ألا يكون الملبس ذا فتحات واسعة تكشف معالم الجسم، ويندرج تحت ذلك ما يأتي:
i. الملابس ذات فتحات الصدر الواسعة.
ii. الفساتين والتنورات الي تظهر الركبة في جميع الأوضاع (الوقوف أو المشي أو الجلوس).
iii. التنورة اللف المفتوحة بدون أي مشبك.
5. ألا يكون الملي مقترناً بإكسسوارات مبالغ فيها ويندرج تحت ذلك ما يأتي:
i. سلسلة القدم أو الزند.
ii. الرسم على الوجه أو الزند.
iii. أصباغ الشعر ذات الألوان الغريبة غير المألوفة.
6. ألا يكون الملبس ذا تقليعات غير لائقة، ويندرج تحت ذلك ما يأتي:
i. العباية الخفيفة أو المفتوحة التي تكسف عن اللباس المخالف لمواصفات الملبس في الجامعة.
ii. البرقع المقترن بإبراز مكياج العينين المبالغ فيه.
iii. ربط الصدر، أو الصديري الضيق القصير، الذي يلبس فوق تي شيرت، أو القميص الذي يبرز معالم الصدر.
iv. ارتداء قمصان أو بنطلونات أو بلوزات مكتوباً عليها كتابات أو رسوم غير لائقة. وتنطيق هذه الشروط على الطالبات المرتديات العباءات فوق الملابس المخالفة لها.
مادة (3)

يجب أن يكون ملبس ومظهر طلاب جامعة البحرين وفقاً للشروط الآتية:
1. عدم إظهار الشعر الطويل.
2. عدم اتباع تقليعات وقصات الشعر الخارجة عن المألوف مثل الكاب كيك وغيرها.
3. عدم ارتداء الإكسسوارات التي تنافي الذوق العام مثل الحلق والأساور والقلائد وغيرها.
4. عدم ارتداء الشورت والبرمودا.
5. عدم ارتداء تي شيرت بدون أكمام.
6. عدم إرتداء الفانيلات ذات الحمالات.
7. عدم ارتداء نعال المنزل أو الشاطئ.
8. عدم ارتداء قمصان أو فانيلات أو بنطلونات عليها كتابات أو رسوم غير لائقة.


يلاحظ القارئ أن الضوابط التي وضعتها الجامعة معقولة، رغم اختلاف ما أرجوه حقيقة عن بعض ما جاء فيها، ولكن ما لا يدرك كله لا يترك جله. مع ذلك لاقت اللائحة من "المتنورين" انتقاداً في صفحات الجرائد. هذا أمر طبيعي، فماذا ننتظر منهم؟! وستظل هذه القضية بالنسبة لهم أمراً هامشياً يجب عدم الالتفات له، ولا نعلم ما هي القضايا الرئيسية التي يركزون هم جهودهم عليها !

ومن الأشياء التي لم أتمكن من فهمها حتى هذه اللحظة، هو السماح للبنت أن ترتدي البرمودا طالما الركبة لا تظهر، بينما الولد يُمنَع من ذلك!! هناك من يعزو هذا التمييز المضحك لجمال سيقان البنات وقبح سيقان الشباب. أخالفه تماماً، فالجمال نسبي!

كنا ننوي، عدد من الشباب وأنا، أن نرتب حملة احتجاجية على هذا التمييز، ونتفق على يوم محدد نذهب فيه جميعنا إلى الجامعة بالبرمودا! في الحقيقة لا للمطالبة بالسماح للبس البرمواد بقدر ما هو لفت نظر، لإعادة النظر، في السماح للطالبات بلبس البرمودا. فكما أن الجامعة حرم تعليمي لا يليق أن يأتيه الشباب بالبرمودا، فكذلك لا يليق أن تأتيه الفتيات بالبرمودا! إلا إذا الحرم الجامعي كان حرماً جامعياً بالنسبة للأولاد، وداراً للأزياء بالنسبة للبنات. نرجو من جمعيات حقوق الإنسان، أن تؤسس حركة مناهضة لهذا التمييز العنصري داخل الجامعة !

ويتناول الفصل الثاني من اللائحة آليات توجيه وتوعية الطلبة بشأن مواصفات الملبس، أما الفصل الثالث فيتناول الجزاءات. وهنا مربط الفرس! فنحن لا نطالب بلائحة أفضل من هذه، ولكن نطالب بتعديل الجزاءات التي وردت، أو إلغاؤها. فالجزاءات هي كالتالي: توجيه، فتنبيه شفوي، فإنذار كتابي، فتأديب مسلكي، وهذا الأخير قد قد قد، وأقول قد بكل ما تحمله الكلمة من معنى القدقده، ولا تسألوني ما هي القدقده، ولكني أقصد "قد من قلب!" أو قد بشدة! قد يُمنع الطلبة المخالفين من دخول الجامعة !

أرسلت مرة سؤالاً مكتوباً لعميدة شئون الطلبة، أستفسر فيه عن الإجراءات التي اتخذتها العمادة حتى يوم السؤال، في حق إحدى طالبات الحقوق، التي كانت ولا زالت، تخالف لوائح الجامعة في ملبسها ومظهرها. وذكرت في سؤالي أن الطالبة المعنية ستتخرج قريباً دون أن نرى أثر إجراءات العمادة على مظهرها! فأي إجراءات هذه؟! بالمناسبة، يُرجِع كثيرٌ من الطلبة سبب تفوقها الدراسي لمظهرها وزياراتها للأساتذة الأكاديميين في مكاتبهم التي تطول لساعات! طبعاً لم يصلني رد من العمادة.

ما نطالب به، كثيرون وأنا، هو عدم السماح للطلبة، ذكوراً وإناثاً، المخالفين للوائح التي وضعتها إدارة الجامعة من دخول الجامعة. فقط لا غير. حتى يحترم الطلبة القوانين، ويحترموا مكانة الحرم الجامعي.

هل نطلب من رجال الأمن تفتيش الطلبة والطالبات عند البوابات قبل دخولهم؟ هل نقول لهم قيسوا لنا طول التنورة أو البنطلون؟ هل.. هل.. هل..؟؟ لا. ببساطة، على الأستاذ أن لا يسمح للطلبة المخالفين دخول الصف الدراسي، أو إخراجهم من الصف إذا دخوا قبله. كما على الأمن إذا رأى من هو مخالف، يطلب منه الخروج من الجامعة فوراً، ويتأكد من خروجه. أما الجزاءات التي جاءت في اللائحة، فهي لا تعلم الطلبة على احترام القوانين، بل تشجعهم على عدم الإكتراث بها.

الثلاثاء، 15 أبريل 2008

ليست مجرد تجربة (16)

الحشمــة 2

تفاعل الطلبة مع الموضوع، وخرجت مسيرة طلابية بتنظيم قائمة الطالب أولاً، التابعة لجمعية الوفاق، وإذا الطالب أولاً نَظَّمَت مسيرةً فلا تخشَ عليها! أعني لا تخشَ على المسيرة لا القائمة. طالب السائرون في مسيرتهم بتفعيل قانون الحشمة، وهي مطالبة غير دقيقة، فلا وجود أساساً لقانون بهذا المسمى، ولكن يمكن اعتبارها شعاراً لوضع إجراء صارم لأصحاب الملابس شبة الشاطئية، وهم قلة قليلة، بدأت تصبح قلة أكثر من قليلة شيئاً فشيئاً !

انتهت المسيرة ببهو إدارة الجامعة، بعد قراءة بيان أشار إلى أهمية الالتفات للوضع الأخلاقي في الجامعة، ولم تتطرق لموضوع الفصل بين الجنسين.

في اليوم التالي، أو بعد يومين، لا أذكر تحديداً، خرجت مسيرة أخرى، وهذه المرة بتنظيم قائمة الوحدة الطلابية التابعة لجمعية الشبيبة، وإذا نظمت "الشبيبة" مسيرةً فاستنشق رائحة الثورة المُتَّقِدَة من اللون الأحمر وصور الثائر الراحل جيفارا !

أما شعار هؤلاء "الثُوّار"، عفواً السائرون، هذه المرة هو التنديد بالمطالبة الرجعية والمتخلفة – حسب وصفهم – التي تدعو للفصل بين الجنسين في الجامعة! وقادة هذه المسيرة، ومن يقف وراءها، يرفضون أيضاً تقييد الطالبات بحد معين من "التفسخ" أو التبرج والزينة! صحيح أنهم لم يتطرقوا لهذا الموضوع في مسيرتهم، ولكنه موقفهم الذي صرحوا ويصرحون به في مواطن أخرى.

استغربت لقوَّة العين التي خرجت بها الطالبات وهن يهتفن بـ"لا للفصل بين الجنسين"!، تتقدمهم عضوة المجلس أمل فريد، ببنطالها ومعطفها الجينز، مغطيةً رأسها بربطة "bandana" مطبوع عليها علم أمريكا، أستبعد بطبيعة الحال أن تكون الشمالية الإمبريالية !

معظم من كان في المسيرة من الطالبات، هل البنات أكثر رغبة من الأولاد لمواصلة التعليم الجامعي برفقة "زميل الدراسة" ؟!

لا تُقارن المسيرة الثانية بالأولى من حيث العدد المشارك فيها، فقد كانت الثانية أكثر من هزيلة، ولما استغربت بعض الوجوه المشاركة، قيل لي بأنهم شاركوا فقط "علشان خاطر فلانه وعلانه"! ولكن الصحافة قلبت الأعداد، فكانت المسيرة الثانية غفيرة الحضور على صفحات الجرائد، بينما الأولى شارك فيها عدد محدود فقط، حسب وصف عناوين أخبار المسيرتين !

وصلت المسيرة إلى المقر المناسب لختام المسيرات، بهو إدارة الجامعة، وأشارت عضوة المجلس أمل في خطابها الذي ألقته هناك، فيما أشارت إليه، إلى أن الطلبة بحاجة لمن يمثلهم، بحاجة لاتحاد طلابي، له صلاحيات و و و..

كان رئيس المجلس، الأخ عبدالعزيز مطر حاضراً، وطلب من منظمي المسيرة الفرصة لإلقاء كلمة، وبعد أن صعد السلم قبل أن يبدأ حديثه، نظر إليَّ ثم إلى المستبشرون بوقوف رئيس المجلس معهم في هذه المسيرة دعماً لإستنكار الفصل بين الجنسين، فكانت المفاجأة..

"إن ديننا يقول عكس ما تطلبون، وكذلك العقل.. لو أخذنا الموضوع بالعقل لرأينا الفصل هو الأفضل، ولكن يجب أن نرى إمكانيات تطبيق الفصل من عدمها.." تغيرت الوجوه، وبدأ الهمس يصبح فوضى، استنكاراً لمنطق رئيس المجلس الذي خيب ظنهم! حتى هذا اليوم لا يكف مطر عن الضحك وهو يُذَكِرُني بهذا الموقف.

صَرَّحَت أمل بنفس الكلام الذي ألقته في إحدى الجرائد المحلية، فتبعه تصريح آخر لرئيس المجلس :
تعليقاً على حديث عضوة المجلس
مطر: تفعيل الحشمة والفصل بين الجنسين مطلبان أساسيان، والعمل من داخل المجلس خير من الشعارات الرنانة
"عبر رئيس مجلس طلبة جامعة البحرين عبدالعزيز مطر عن دهشته واستغرابه لما ورد على لسان عضوة المجلس أمل فريد في الخبر المنشور في صحيفة الأيام يوم الثلاثاء الموافق 30 نوفمبر 2004م تحت عنوان: " مسيرة الطلبة الديمقراطيين الرافضين للفصل بين الجنسين في الجامعة، نرفض الوصاية والقوانين القروسطية " قائلاً لقد أشارت العضوة في حديثها إلى الاتحاد الطلابي بوصفه الممثل الشرعي والوحيد، ذاكراً أن طلبة جامعة البحرين لهم تمثيل من خلال مجلس الطلبة، وهذا المجلس هو الإطار القانوني والشرعي لطلبة الجامعة، الذي يستطيعون من خلاله طرح القضايا التي تهمهم، مضيفاً أن مثل هذا التصريح حين يصدر عن إحدى عضوات المجلس يبعث على الحيرة كون هذه العضوة تصرح بأن قضية الفصل قضية غير ذات أهمية، في حين أنه من المفترض أن تقوم بطرح القضايا المهمة داخل المجلس من أجل خدمة الطلبة لكنها مع الأسف لا تفعل ذلك.

وأضاف مطر إن عضوة المجلس رغم مرور أشهر طويلة على بدء الدورة الحالية للمجلس، لم تتقدم حتى الآن بأي مشروع يسهم في خدمة الطالب في الجامعة، كما أنها لم تطرح أية قضايا أومشكلات أوصعوبات تواجه الطالب في الجامعة، داعياً في الوقت نفسه عضوة المجلس إلى التركيز بشكل أكبر في عملها داخل المجلس لخدمة طلبة الجامعة، وتذليل الصعوبات التي تواجههم. بدلاً من الكلام الشعاراتي الرنان الذي لا يسهم في تنفيذ الوعود المرفوعة إبان الانتخابات.

من ناحية أخرى علق مطر على ما جاء في الخبر نفسه من حديث حول موقفه من المسيرتين المطالبتين بتفعيل الحشمة، والرافضة للفصل بين الجنسين بالقول: إن موقفي واضح بهذا الخصوص، فالحشمة قضية أساسية وهي مطلب لنا جميعاً، أما الفصل بين الجنسين فإنه يستند على مبدأ وقرار سليمين، ويجب الأخذ به في حال توافرت الإمكانات اللازمة لتنفيذه."

وفي اجتماع لاحق مع رئيسة الجامعة، أنَّبَت الرئيسة العضوة بسبب تصريحاتها حول قرار المجلس: "يجب أن تلتزمي بقرار مجلس أنتي عضوة فيه، حتى وإن كان لك رأي آخر"! ضاربة بنفسها -الرئيسة- مثالاً، إذ أنها تختلف أحياناً مع أعضاء مجلس إدارة الجامعة، ولكنها تلتزم بما يصدره المجلس من قرارات، ولا تقف ضدها في الصحف وغيرها. كما انتقدت موقفها من مسألة تمثيل الطلبة، والمطالبة بالاتحاد داخل الجامعة، فَوَضَّحَت لها أن هذه المطالبة لا تكون داخل الجامعة، إنما عند الوزارة أو الجهة المعنية –ولا تسألوني من هي الوزارة أو الجهة المعنية!- إذ أن إنشاء إتحاد لطلبة البحرين ليس من صلاحيات إدارة الجامعة. فما كان من العضوة إلا أن أستأذنت للخروج بعد دقائق من تأنيب الرئيسة، وخرجت من قاعة الاجتماع !

يتبع ..

الأحد، 13 أبريل 2008

ليست مجرد تجربة (15)

الحشمــة

كانت "الحشمة" من ضمن النقاط التي تضمنها جدول أعمال ذلك اليوم - وكلمة الحشمة وإن كانت تحمل قدر كبير من الصحة في الدلالة للمعنى، إلا أني غير مقتنع بإطلاقها في التعامل مع هذه القضية- اتفَقَ جميع أعضاء المجلس على ضرورة وضع حد "لمسخرة" الملبس الذي ترتديه قلة قليلة جداً من أخواتنا الطالبات غفر الله لهن !

وإذا نسيت أسماء المتغيبون عن ذاك الاجتماع، فلا أنسى العضوة أمل فريد، وقد كنا نعلم أن استبسالاً عظيماً سيكون لمعارضة هذا القرار لو أنها حَضَرَت، معارضة بطبيعة الحال لا تغير شيئاً من الإجماع المبني على قناعة تامة لدى جميع الأعضاء، سواها !

لم تكن المسألة مدروسة من جميع النواحي، أعني أننا لم نكن نعرف بالضبط ما تفصيل الملبس الذي يُعَد مخالفاً وفقاً للوائح الجامعة في هذا الشأن، رغم أننا نرى المخالفة، كما يراها الجميع، متمثلة في قصر تنورة، أو اتساع فتحة الصدر، أو "حفره" صيفية –وهل هناك حفرة شتوية؟!-، أو ضيق بنطال، أو غيرها، ولا أظن أن هذه المظاهر بحاجة للوائح وقوانين لكشف مخالفتها وخروجها عن الأدب العام في الشارع فما بالنا في حرم جامعي !

"الأدب العام" مسألة نسبية، عدنا للنسبية، وعدنا لاختلاف المعايير باختلاف أصحابها، وثقافة أصحابها، (ولكن أعتقد أن هناك حد يجب عدم تجاوزه). (من يضع هذا الحد؟!). (الدين). (لا إكراه في الدين)! (المجتمع). (من بالضبط؟ نواب المجتمع؟). (عموم المجتمع.. العرف العام). (ماذا عن الحرية؟). (للحرية ضوابط). (ولكن الدستور كفل الحرية الشخصية!). (إذاً إلى أي حد نسمح لحرية الملبس؟). (لا حد ولا تحديد ولاحدود!). (تو بيسس؟! أم توب لِس؟! أم... حسناً لا داعي للمزيد -وهل بقيَ شيء لمزيد!-). (لا تعليق) !!

اتفقنا على متابعة الموضوع مع عمادة شئون الطلبة، ومناقشة، أو الإطلاع على الأقل على الإجراءات المتبعة من قبل العمادة مع المخالفين والمخالفات، من الطلاب والطالبات !

بعد الاجتماع بأيام قليلة فاجأنا النائب الشيخ جاسم السعيدي بطرح موضوع "الفصل بين الجنسين في الجامعة" في إحدى جلسات مجلس النواب! هكذا دون سابق إنذار، وهل تسبق مقترحات السعيدي إنذار؟! فاسوّدت صفحات الجرائد بكلام كثير حول الموضوع، وبرزت ساحة من الساحات القديمة المتجددة "الفصل بين الجنسين" بين العلمانيين، أو المعارضين لفكرة الفصل على الأقل، والآخرين المؤيدين لها.

قبل ذلك بكثير، فتحت موضوع الملبس اللائق، وضرورة وضع آلية عملية لوضع حد لتجاوزات الطلبة، مع الشيخ عادل المعاودة، الذي كان وقتها نائباً ثانياً لرئيس مجلس النواب، وأخبرته بأنه ينبغي أن يكون التحرك طلابياً بحتاً في البداية، مدعوماً باستطلاعات رأي، واستبيانات، وغيرها، ومن ثم يكون الدعم من مجلس النواب، أو من بعض أعضاءه، إذا كان الدعم سيحقق نتيجة. ولكن السعيدي هداه الله "فركش" هذا كله، بتحركه الفردي غير المدروس. فاتصلت بالشيخ المعاودة بعد تصريحات السعيدي ومقترحه، وأبدى أيضاً أسفه واستياءه من هذا التصرف !

في الواقع، كان هناك مطلبان يختلف كل منهما عن الآخر، الالتزام باللباس اللائق، والفصل بين الجنسين، ولكن طرحهما الذي صادف أن يلتقيا في نفس الوقت، كان فرصة لدعاة الحرية البهيمية أن يشنوا عليهما حملة واحدة في صفحات الجرائد. حملة لا تخلو من جهالات كثيرة وألفاظ فقدت بريقها الزائف لكثرة تكرارها، ظلامية، رجعية, تخلف, طالبانية، مصادرة للحريات، وصاية مرفوضة، وغيرها كثير من عبارات.

حاولت التنسيق مع مجلس النواب، كنت أريدهم فقط أن يسمعوا لرأي الطلبة، أو ينسقوا معهم في تحركهم، فاتصلت فيمن اتصلت بهم بالنائب الشيخ حمد المهندي، الذي رفض حتى أن يجتمع بالطلبة معتذراً: (مستشاري يقول أنه من الأفضل أن لا نجتمع معكم الآن) ! أعتقد أنه لا داعي لوصف شعوري حينها !

واستمر السجال، معروف النهاية، بين المؤيدين والمعارضين، وعقد منتدى الجامعيين التابع لجمعية الإصلاح ندوة حول الموضوع، كانت الكاتبة سوسن الشاعر من ضمن ضيوفها، وكان الشيخ إبراهيم بوصندل من أبرز حضورها، كما كان، أعني بوصندل، من أبرز المبارزين في الرد على المعارضين لفكرة الفصل، جزاه الله كل خير. وعلمت فيما بعد أن جمعية الأصالة لم ترغب في أن يطرح الموضوع بهذه الطريقة، ولكن بما أن الموضوع طُرِح، فلا بد من بيان وجهة النظر والدفاع عنها.

ولكن للأسف، الاستبسال في المتابعة لا ينقذ دائماً العمل من سوء البداية. بل قليلاً ما تفلح المتابعة الجادة في إنقاذ البدايات الخاطئة. فهل ندرك كيف نرسم بداياتنا في كل شيء؟ هذا ما تعلمته أنا، ليس حينها، بل الآن وأنا أكتب هذه الأسطر !

يتبع ..